في أحد أروقة المشفى الضيقة، يُسمَع صوت خطوات غاضبة، مريض في منتصف عمره يتجه بسرعة إلى عيادة الباطنية، دون أن يُعير إنتباهًا لسؤال إحدى الممرضات عن حالته، دخل المكتب بلا إستئذان وجلس، كان الطبيب ينظر إليه بإبتسامة، لم يدع للطبيب أدنى فرصة للسؤال، بل تحدّث واثقًا يقول :
⁃ لا أدري مالذي يؤلمني بالتحديد، ألمٌ ينتقل هنا وهناك ، أريدك أن تصرف لي علاجًا سبق وأن قرأتُ عنه في الإنترنت، وسأتناول منه ما يكفي لكي يذهب الألم .
كانت نظرات الطبيب تغني عن ألف كلمة ، فالمريض في غمضة عين أصبح هو المداوِي والمُداوَى، يشخّص كما يشاء ويقرر ما يشاء ، ولا يرى أمامه طبيبًا ذهب كثيرٌ من عمره في دراسة الطب، وهذا هو حال كثيرٌ من أبناء المجتمع وخاصة متعلميّ اللغة الإنجليزية، ما أن يكتسب معلومات ومفردات إنجليزية من هنا وهناك حتى أصبح يضع نفسه موضع المختص الحاذق، ثم ينتقد هذا ويصوّب ذاك من أهل الخبرة والعلم، ولم يأخذ في الحسبان أنهم قد قطعوا أميالاً جعلتْ منهم مدربين متمرّسين يُحتذى بهم في مجالاتهم المتنوعة .
يضع المدرّب خطته التدريبية بما يتناسب مع نمط وإحتياجات الطالب، وبما يساهم في تحسين لغته الإنجليزية بإحترافية، خلطها المدرّب بخبرته وعلمه وتجاربه الناجحة من مخرجات الأكاديمية، ثم يأتي ذلك الشخص الذي لم يكمل خطواته الأولى بعد في تعلّم الإنجليزية ويبدأ يتحدّث فيما لا يعلم، واضعًا قواعد وأسس للتعليم تسودها العشوائية، ولو كان محترفًا في تلك الخبرة ومتقنًا لها لما كان هناك ضرورة للذهاب إلى المستشارين والمختصين و إهدار المال في إكتساب مهارات أصبح بارعًا بها .
وغير ذلك من الأمور الغريبة التي لا يُفترض بالمتعلّم أن يشكّك فيها لسبب بسيط جدًا ، وهو أنه سيقع في شتات وحيرة وبالتالي لن يثق في العملية التعليمية وسينتهي في آخر المطاف إلى نتائج غير جيدة لم تكن أبدًا المرجوّة.
نؤمن بتعدد وجهات النظر، ونتقبّل تلك الآراء بصدر رحب، لكنها إذا تجاوزت إلى العلم والإختصاص فحينها نترك الأمر يقوده أهله من ذوي الخبرة والدراية ، استشر كما تريد حتى تعرف الصواب من الخطأ، وسنسعد بإعطائك الجواب الشافي.
بهمّتك وعزيمتك ستصنع الفارق في حياتك بشغف.
” سقوط الإنسان ليس فشلًا ، ولكن الفشل أن يبقى حيث سقط “.
( توماس اديسون )