عقدة الكمال: ليه الموظف اللي لغته مٌمتازة وعنده مفردات ما يتكلم؟
في كل دفعة من برنامج التدريب الشخصي، فيه على الأقل موظف واحد أو أكثر عندهم نفس النمط
فاهم القواعد
مستواه جيد جدًا في الكتابة وفي اللغة بشكل عام
لكن أول ما نقول له “تكلم” يتردد، أو يسكت تمامًا
ولما نسأله ليش؟
:الجواب المتكرر
“أخاف أقول جملة غلط”
“أحس الكلمة ما طلعت مثالية”
هنا بالضبط تظهر عقدة الكمال اللغوية
وش هي عقدة الكمال في اللغة؟
عقدة الكمال أو الـ Perfectionism
، من منظور علم النفس السلوكي، هي نمط تفكير يجعل الشخص يربط الأداء الجيد بـ”الكمال الكامل”. يعني ما يقول الجملة إلا إذا كانت
صحيحة نحويًا ٪100
مفرداتها دقيقة
النطق فيها ممتاز
خالية من التردد أو الترجمة الذهنية
والنتيجة؟
اللسان يصمت، رغم أن المخ مليان أفكار
دراسة مهمة
في دراسة منشورة في Journal of Anxiety, Stress & Coping (2021)،
وُجد أن الأشخاص الذين يعانون من الـ
“ Social-Oriented Perfectionism”
أقل ميلًا للتحدث بلغة أجنبية في بيئة مهنية، حتى لو كانت معرفتهم قوية. السبب؟
الخوف من تقليل صورتهم المهنية أمام الآخرين إذا ارتكبوا خطأ
الموقف المتكرر في بيئة العمل
الزميل يسأل سؤال بسيط في الاجتماع
الموظف يعرف الإجابة… لكن يسكت
المدير ينتظر، والزميل الآخر يجاوب
الموظف يلوم نفسه بعد الاجتماع
والسبب؟
مو ضعف لغوي… بل كمالية لغوية زائفة
كيف نتعامل معها؟ (خطة تطبيقية)
1.
افصل بين “التحدث” و”الكتابة”
الكلام في بيئة العمل ما يحتاج يكون مثالي
الكتابة = مراجعة
الكلام = تفاعل مباشر
ابدأ تدريجيًا بتقبل “الخطأ الخفيف” كجزء من العملية. التدريب على هذه النقطة يتم دائمًا في جلساتنا الخاصة، عبر تمارين المحاكاة والتحدث الحر
2.
تدريب الـ Messy Speaking
اسمح لنفسك تقول جمل غير مرتبة
سجّل نفسك 3 دقائق يوميًا تتكلم عن مهمة أو موقف في العمل
حتى لو فيه تكرار أو خطأ، استمر
هذا الأسلوب مدعوم بنموذج “Desensitization Therapy”
المستخدم في علاج القلق اللغوي، ويُعد من أكثر الطرق فعالية لبناء الثقة مع الوقت (استخدمه دائمًا مع مُتدربيني)
3.
تجربة جلسات التفكير بصوت عالٍ
:بدل ما تجهز جملة مثالية… فكّر بصوت عالي
“Okay, so let me put it this way…”
“What I meant is…”
“Hmm, maybe a better word is…”
هذي العبارات يستخدمها متحدثو اللغة الأصليون يوميًا
ما يخفوا التردد… بل يديرونه بهدوء
4.
غيّر مفهومك عن الخطأ
:في بيئة العمل، الناس ما يتذكرون أخطاءك اللغوية، بل
وضوحك
ثقتك
قدرتك على إيصال الفكرة
الخطأ اللغوي البسيط ما يأثر على صورتك، اللي يأثر هو صمتك
خلاصة
…إذا حسّيت يومًا إنك ما تتكلم إلا إذا كنت “متأكد 100٪” من الجملة
،راجع نفسك، يمكن مو لغتك هي العائق
بل الصورة اللي رسمتها لنفسك
خلّك طبيعي… واضح… وحاضر
اللغة تُستخدم، تٌمارس، و ما تنتظر الكمال
اعتراف حاب اقوله للجميع
اضعف مهارة عندي بين ال ٤ هي: مهارة الكتابة
في بعض الجلسات توصل أني أطلب احد المتدربين عشان يساعدني في تذكر السبلنق لكلمة معيّنه
. ما استحيت، ما خفت صورتي ك (خبير ومدرب) تنجرح قدامهم
مع أني أنا الي مفروض أهتم أكثر من أي احد في هذا الشيء، لأن هذا مجالي
لكن ما استحيت، ما خفت، كنت متصالح، اطلب المساعدة، اتعلم، والتطور
لو حسّيت إن هذا الكلام يلامسك، تابع نشرات شغف الجاية، أو احجز مقعدك قبل ما تخلص دفعة أغسطس. ٨ مقاعد متوفره، واحد من هذه المقاعد متاح عندي شخصيًا لتدريب الشخصي
محمد المنسّف
الأستفسارات