كيف تغيّر اللغة هويتك المهنية بدون ما تحسْ؟
في لحظة معينة في حياتك المهنية تبدأ اللغة تلعب دورًا أكبر من كونها وسيلة كلام. تتحول لمرآة تعكس صورتك أمام الآخرين. يمكن تكون ممتاز في عملك وواعي ومتمكن لكن طريقة استخدامك للغة تبني عنك هوية مختلفة تمامًا عن حقيقتك وأحيانًا أضعف منها. وهذا الشيء ما ينتبه له أغلب الموظفين لأنه يحصل بصمت.
اليوم في علم النفس اللغوي ظهرت مفاهيم مثل Linguistic Identity و Workplace Perception تكشف أن طريقة تواصلك مو بس تنقل فكرة لكنها تبني انطباع عنك.
دراسة في Journal of Applied Psychology 2022 أوضحت أن الموظفين اللي يعانون من قلق استخدام اللغة يفقدون ما يقارب 38٪ من حضورهم المهني حتى لو كانوا يفهموا ويتكلموا بشكل جيد.
ودراسة ثانية في Frontiers in Psychology 2023 بيّنت أن التقييم المهني يرتفع أو ينخفض بناء على العلاقة الداخلية اللي يبنيها الفرد مع اللغة أكثر من مستوى اللغة نفسه.
الحقيقة الي محد ينتبه لها:
المشكلة مو في مستواك بقدر ما هي في الطريقة اللي تشوف فيها نفسك لحظة ما تبدأ تتكلم. الموظف أحيانًا يصنع هوية مهنية ضعيفة بدون ما يدري لأنه يربط اللغة بالكمال. يربط الخطأ بالضعف. يربط النطق بالانطباع. ومع كل تعليق أو نظرة أو نقد يسمعه في بيئة العمل العربية تتشكل طبقة جديدة من الخوف. خوف يغطي صوتك الحقيقي.
اللغة ما تغيّرك. علاقتك فيها هي اللي تغيّرك. الموظف اللي يستخدم الإنجليزي بخوف أو بتوتر أو بتحفظ ما ينقصه مفردات، ينقصه إعادة تأطير. ينقصه أنه يفصل بين قيمته المهنية وبين جودة الجملة اللي قالها. فرق كبير بين شخص يفكر كيف يسمعه الآخرون وشخص يفكر في كيف يوصل فكرته.
الحلول تبدأ من خطوات بسيطة
إعادة التأطير الذهني وعدم ربط خطأ لغوي بهويتك المهنية
التركيز على الوضوح بدل الكمال لأن الانطباع يُبنى على الفكرة وليس صحة القواعد
التعرض التدريجي للمواقف بدل تجنبها لأن الثقة تتكوّن من التراكم مو من الانتظار
إذا حسّيت أن اللغة بدأت تأثر على هويتك المهنية الجلسة الاستشارية راح تغيّر المسار بالكامل.
محمد المنسّف
الأستفسارات