فن إدارة التوتر أثناء تحدث اللغة في العمل

تخيل هذا المشهد

أنت في اجتماع داخلي، تدور نقاشات عن مشروع مهم

وفجأة يلتفت المدير ويسألك عن رأيك. عقلك يعرف الإجابة، لكن لسانك يتجمد. قلبك يدق بسرعة، يدك تعرق، والكلمات تختفي وكأنها تبخرت

أو تكون خايف احد يسألك، أو وتشارك بس يا دوب ترد كلمه وغطاها

هذه اللحظة مرّ بها أغلب الموظفين، والسبب مش إنك ما تعرف الإنجليزي

. الأبحاث في علم النفس (Liu & Jackson, 2023)

توضح أن القلق اللغوي

Language Anxiety يصيب أكثر من 60% من متعلمي الإنجليزية كلغة ثانية، والنتيجة: صمت غير مبرر

وين الخلل؟

المشكلة مو في اللغة، بل في علاقتك مع اللحظة

أنت تنتظر الكمال قبل أن تنطق، بينما المطلوب منك فقط وضوح الفكرة. دراسة

(Business Communication Quarterly, 2022)

أثبتت أن المدراء يهتمون بفهم الرسالة، وليس بحساب عدد الأخطاء النحوية

إذن، النقد هنا واضح: أغلب الموظفين يظنون أن التحدث بالإنجليزية في العمل امتحان مدرسي. وهذا خطأ قاتل. بيئة العمل ليست فصل دراسي، هي مساحة تواصل

كيف تبقى حاضرًا حتى مع الخوف؟

تسمية اللحظة

اعترف بالقلق بدل إنك تهرب منه. قل في داخلك: أنا متوتر وهذا طبيعي. الدراسات تثبت أن تسمية المشاعر تقلل من حدتها بنسبة تصل لـ ٪30

تقنية 3-2-1

قبل ما يجي دورك بالكلام، عد للخلف: 3…2…1، وابدأ. هذا التكنيك يفصل بينك وبين دوامة التفكير الزائد.

الجمل الإنقاذية (Rescue Phrases)

لما تنسى كلمة، لا تسكت. استخدم جملة مثل

Let me rephrase that

In other words

Can you say that again in another way?

هذه الجمل تعطيك وقت إضافي وتظهر حضورك بدل صمتك

تنفسك هو سلاحك

قبل الكلام، خذ نفسًا عميقًا واحدًا. بسيط لكن فعّال. الأبحاث العصبية تثبت أن التنفس العميق يهدئ من استجابة الدماغ للخوف

جملة واحدة تكفي

لا تبدأ بخطاب طويل. قل جملة واحدة واضحة، حتى لو ارتجفت. المهم أن صوتك يخرج، لأن الخوف ينكسر بالصوت، لا بالصمت

الفلسفة التي أؤمن بها

أنا أرفض أن يكون الموظف أسيرًا لفكرة “لازم أتكلم مثالي”. التوتر والارتجاف طبيعي، لكن الصمت خيار. والمفارقة أن صوتك حتى لو مهتز، سيمنحك احترامًا أكبر من صمتك الكامل

خطة تطبيقية يومية (تكتبها في ملاحظاتك)

اكتب موقف واحد يوميًا كنت تتمنى تتكلم فيه

صغ جملة قصيرة (20 ثانية) وقلها بصوت عالي

جرّب مرة يوميًا استخدام جملة إنقاذية حتى في حوار عادي

عد 3-2-1 وتكلم بجملة واحدة بدل ما تصمت

بعد أسبوعين من الالتزام، راح تلاحظ أن صوتك صار يسبق خوفك، وأن ارتجافك صار مجرد خلفية لا توقفك

محمد المنسّف

مختص في الإنجليزية للأعمال

مقالات ذات صلة

الأستفسارات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *